آخر الأحداث والمستجدات 

المدرسة البوعنانية بمكناس تستغيث و تدق على بوابات الإصلاح والترميم

المدرسة البوعنانية بمكناس تستغيث و تدق على بوابات الإصلاح والترميم

بين لسان المدح و نبش النقد ممكن أن تضيع الحقيقة بمكناس، لكن اليوم ممكن أن نلتمس من صيغة الوصف الهادئ نقل حقيقة بينة إلى من يهمه الأمر، ووصف ما أصبحت عليه المدرسة البوعنانية بمكناس في الموسم المطير. مدرسة تقع بمحاذاة المسجد الأعظم (الكبير). غالبية الكتابات التي تعرضت للحديث عن المدرسة البوعنانية لامست فيها الحقبة التاريخية المرينية، لامست بأنها معلمة تامة من التاريخ المكناسي العريق (747هـ). قد لا نختلف في  تمجيد التاريخ الزاهر للمدينة بما مضى، ونزيد منه قبضا وافتخارا بالتاريخ اللامادي للتراث المعماري بمكناس والذي يحتل مكانة ضمن الموروث التاريخي للوطن.

لكننا لن نصمت سكوتا عن الوضعية التي تمر منها المدرسة البوعنانية وغيرها من المآثر التي تستغيث بأدوات الندبة والنداء للقريب والبعيد من الوضعية المأساوية الفاضحة. نعم، حين تلقي بنظرة شاردة من البوابة الخارجية للمدرسة البوعنانية ممكن أن تصلك الراحة السليمة من "الزواق البراني" النقي، لكن حين تلج رجلاك الممر الأولي تصدم من الحالة المزرية للمدرسة التاريخية، وممكن أن تبكي دمعا على مآلات الإهمال الممنهج للمآثر المكناسية، والتي أصبحت تضيع سنة بعد سنة ونحن شهودا عليها.

التاريخ اللامادي بمكناس يتعرض للتلف المتوالي، فحين تلحظ الماء يصل إلى أسفل جدران المدرسة البروعنانية فاعلم أن نهاية المدرسة آتية بالسرعة المتناهية من التسربات غير السليمة، حين يتشقق الزليج (وتنتفخ جوابه) فتمت تشقق يصيب الجدران، حين تعلو قشور الترقيعات المتهالكة فاعلم أن هناك برودة ورطوبة تصيب المكان.

كيف لنا أن نسوق منتوجا تاريخيا للسياح بهذه المواصفات الرديئة؟، كيف لنا التخلي عن المأثور التاريخي لمكناس وهو يتهاوى أمام أعين مسؤولي المدينة؟ كيف نطمح إلى صناعة مدينة سياحية، ومآثر مكناس "عايشة بالترقاع  ديال قضي وعدي"؟. المدرسة البوعنانية تستغيث القول وتنادي أولا، على رئيس المجلس الجماعي بمكناس لإجراء زيارة خاطفة لها وبدون بروتوكولات مسبقة، تنادي عليه بالاستعجال للتدخل لأجل الإصلاح وبمواصفات الترميم الذي خضع له ضريح المولى إسماعيل رمز قوة المدينة، تنادي الحماية والتأهيل من رئيس المجلس الجماعي باعتبار غيرته على الأثر التاريخي للمدينة الإسماعيلية.

المدرسة البوعنانية ترفع صياح أنين وضعها المأساوي إلى كل الأطراف الشريكة في رعاية المآثر التاريخية، فهل من مجيب لحماية التاريخ اللامادي لمكناس؟.

 

متابعة محسن الأكرمين.

جميع الحقوق محفوظـة © المرجو عند نقل المقال، ذكر المصدر الأصلي للموضوع مع رابطه.كل مخالفة تعتبر قرصنة يعاقب عليها القانون.
الكاتب : هيئة التحرير
المصدر : هيئة تحرير مكناس بريس
التاريخ : 2018-03-25 17:25:15

 تعليقات الزوار عبر الفايسبوك 

 إعلانات 

 صوت و صورة 

1  2  3  4  5  6  7  8  9  المزيد 

 إعلانات 

 إنضم إلينا على الفايسبوك